إِطْلاقُ الطُّيُوْرِ


رَأَى رَجُلٌ مِنْ أَمْرِيْقَا وَلَدًا يَبِيْعُ طُيُوْرًا فِى قَفَصٍ. فَوَقَفَ بُرْهَةً يَنْظُرُ إِلَى الطُّيُوْرِ نَظْرَةَ الْكَئِيْبِ. ِلأَنَّهُ رَآهَا تَطِيْرُ مِنْ جَنْبٍ إِلَى آخَرَ. تَارَةً تُطِلُّ. وَتَارَةً تُحَاوِلُ الْخُرُوْجَ مِنْ بَيْنِ اْلأَسْلاكِ. وَفِى النِّهَايَةِ سَأَلَ الرَّجُلُ الْوَلَدَ. "كَمْ ثَمَنُ هَذِهِ الطُّيُوْرِ". فَأَجَابَ الْوَلَدُ "ثَمَنُ الطَّائِرِ سَبْعَةُ قُرُوْشٍ يَا سَيِّدِى".
فَقَالَ الرَّجُلُ. "أَنَا لاَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَمَنِ الْوَاحِدِ. وَلَكِنِّى أَسْأَلُ عَنْ ثَمَنِ الْجَمِيْعِ. لأَِنِى أَرْغَبُ فِى شِرَائِهَا كُلِّهَا". فَأَخَذَ الْوَلَدُ يُعِدُّ طُيُوْرَهُ ثُمَّ قَالَ."ثَمَنُهَا ثَلاَثَةٌ وَسِتُّوْنَ قِرْشًا". فَنَقَدَ الرَّجُلُ الْوَلَدَ الثَّمَنَ. وَسُرَّ الصَّبِىُّ بِرِبْحِهِ. وَلَمَّا تَسَلَّمَ الرَّجُلُ الْقَفَصَ فَتَحَ بَابَهُ. فَخَرَجَتِ الطُّيُوْرُ. فَدَهِشَ الْوَلَدُ مِنْ فَعْلَتِهِ. وَسَأَلَهُ عَنِ السَّبَبِ. فَأَجَابَ "كُنْتُ سَجِيْنًا ثَلاَثَ سَنَوَاتٍ. وَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِى أَنْ لاَ أَبْخَلَ بِإِطْلاَقِ سَجِيْنٍ. مَتَى اسْتَطَعْتُ إِطْلاَقَهُ".